الكتّاب والناشرون الصينيون يبرزون بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب

كما ينعقد “منتدى حوار الحضارات الآسيوية – التعاون العربي الصيني في مجال النشر – آفاق وفرص” بحضور 10 دور نشر صينية و5  متحدثين صينيين على رأسهم السفير الصيني في الإمارات “تشانغ ييمينغ”.

ومن الندوات المهمة في هذا الصدد، ندوة بعنوان “الأدب الصيني بعيون عربية، حول الرواية الصينية الشهيرة “المرسال”، بحضور مؤلفها “ليو لينغ تشنغ”، رئيس اتحاد كتّاب منطقة “شينجيانغ” الصينية.

ولذلك تأتي الجلسة كنموذج للتعاون العربي الصيني في مجال النشر، لتناقش الجانب الثقافي والمهني في رحلة نشر هذه الرواية بالعربية عبر مداخلات من الناشرين الصيني والعربي. وتحتفي الجلسة بالأدب الصيني المترجم للعربية.

أما البرنامج الثقافي فسيحظى بمشاركة صينية فاعلة تتمثل بلقاء مع الكاتب الصيني الشهير ورائد أدب التشويق “تساي جون” حول أدب الشباب في الصين وتحويل الأعمال الأدبية للشاشة.

وتساي جون يعد من العلامات الأدبية البارزة في الصين، ويستضيفه معرض أبوظبي الدولي للكتاب ليطلع الجمهور على واقع وتجارب الأدب الصيني الحديث ويشارك مع الحضور تجربته في أدب التشويق، ويقدم التجربة الصينية في تحويل الأعمال الأدبية إلى مسلسلات وأفلام.

كما يشارك في المعرض، ياو هايجون، وهو نائب المدير العام لعالم الخيال العلمي، ورئيس جمعية تشنغدو للخيال العلمي، والمؤسس المشارك لجائزة للخيال العلمي الصينية. وأسس أول مركز للخيال العلمي في الصين في عام 1988، واكتشف العديد من الكتاب الجدد ، وبدأ “مشروع رؤية الخيال العلمي” الذي أطلق سلسلة “Three-Body” الأكثر مبيعًا على مستوى العالم. كما فاز بجائزة سديم الخيال العلمي الصيني لأفضل محرر. 

والكاتب الآخر هو ليو ليانغتشنغ، المولود في أقصى غرب الصين، حيث تتعايش عدة لغات وثقافات. وأثار عمله “قريتي الشخصية” ضجة كبيرة في الداخل والخارج. من بين أعماله الأخرى “The Messenger” و”Chisel it Through” و”Soft Earth” و”In Xinjiang” – وكلها تركز على قرية شينجيانغ حيث عاش لسنوات – ومن هنا جاءت سمعته كـ “فيلسوف رعوي”. وحصل على جائزة “Lu Xun” الأدبية لعام 2014، وهي أهم جائزة أدبية في الصين. تم تضمين العديد من مقالاته ورواياته في الكتب المدرسية للمدارس والكليات المتوسطة الصينية.

القائمة تضم أيضا الكاتب جون كاي، الذي ولد في ديسمبر 1978 في شنغهاي، وهو عضو في جمعية الكتاب الصينيين، وله أعمال منشورة منذ عام 2000. وصلت مبيعات رواياته إلى 5 مليون نسخة.

إن المشاركة الصينية الكبيرة في معرض أبوظبي للكتاب تثير مسألة الترجمة من الصينية إلى العربية من أجل نقل المعاني والروح والجمالية الأدبية، التي تتمتع بها الآداب الصينية. 

ولا بد من الذكر أن الترجمة من الصينية إلى العربية تعود إلى فترة قديمة، حيث تمت دراسة الأدب الصيني في العالم العربي منذ فترة طويلة. وتتنوع الأعمال الأدبية الصينية بين الشعر والرواية والمسرح والقصة القصيرة والفلسفة والمقالة والأدب التاريخي وغيرها من الأنواع الأدبية.

وهناك العديد من المترجمين والمفسرين الذين يعملون على ترجمة الأدب الصيني إلى العربية، ولكن عددهم محدود بالنسبة لهذا الأدب الواسع والمتنوع. والترجمة تقدم فهما عميقا للثقافتين الصينية والعربية، شريطة الاحتفاظ بالأسلوب الأدبي والإيقاع والتوزيع والصور البصرية التي تميز الأدب الصيني لا ترجمتها من لغات وسيطة كما هو سائد حاليا.

وتعد الترجمة جسرا ثقافيا يمكن من خلاله للقراء العرب استكشاف الأعمال الأدبية الصينية، وفهم رؤية الكتّاب الصينيين وتجاربهم الفريدة، وإثراء المشهد الأدبي العربي بالتنوع والتعددية الثقافية.

 كما تطرح هذه المشاركة ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الصينية، التي هي بحاجة إلى عمل المؤسسات الثقافية بكل أنواعها.