إرهاصات السلام

بقلم / إياد المحاقري

من المؤكد أن للقرارات السياسية وتوجهات الدولة دور في بناء السلام، ولكن في المقابل لايستطيع القرار السياسي بمفردة إحداث تغيير فعلي في المجتمع ولايمكن أن يعم السلام في المجتمع بمجرد إصدار  قرار سياسي فقط!

ومن هنأ تأتي أهمية الإعلام ومبادرات السلام التي يطرحها،  فالمشاريع التي تحملها هذه المبادرات مشاريع حقيقة وفاعلة، تهتم ببناء البذرة الاولى للسلام، في نفوس الناس الصالحة للإنبات، كما إنها تهدف الى رفع مستوى الوعي المجتمعي، وتساهم بشكل كبير في توضيح الخريطة الموصلة للسلام، ولكن الجزء الاكبر الذي يحتاجة هذا العمل الدؤوب والمتكاتف لينجح بشكل كامل هو إستثمار هذه الساحة والتفاعل الإيجابي معها من قبل الجميع من العامة، وفعل هذا الامر يسير فقد يتوقف غالبآ بضغطة زر!

فالتقدم التكنولوجي الذي نشهده يجعل من كل القنوات الموصلة لهذه الساحة نوافذ متاحة للجميع بدون إستثناء، إن مايميز بعض المبادرات ومنها “مبادرتنا” انها لاتقدم نفسها   بلون صوتي واحد ولاتعتمد على خلفية واحدة، وهو مايضفي شي من الديمقراطية وممارستها، فطرح الأسئلة و المواضيع الشائكة في المجتمع وترك باب الاجابة والمناقشة حولها مفتوحاً أمام  كل أبنائه وهذا مايتعبر بحق خطوة أولى لوضع اساس مبدئي متين لديمقراطية مثالية لاتقهر فرد ولا حزب أو جماعة، فمبدأ الاكثرية يصبح المبدأ الحصري للوصول للسلطة ويقف سدآ منيعآ أمام أي نزاع أو حيلة للوصول لها، إن مثل هذه المبادرات هي مبادرات جادة، جديرة بالتفاعل والتجاوب الحقيقي من ابناء الشعب ليتحقق السلام الذي يحلم فيه ويشتاقه كل اليمنيين.

(نقلا عن منظمة نسيج الإعلامية)