أولمبياد طوكيو.. إيران في مواجهة “المنشقين”

وستتواجه اللاعبة الإيرانية ناهد كياني نظيرتها الأخرى الشهيرة كيميا علي زاده، ممثلة منتخب المنفيين العالميين، التي كانت تحمل الجنسية الإيرانية وتمثل المنتخب الإيراني حتى قبل سنوات قليلة.

لكن الضغوط السياسية والأمنية التي مارستها طهران على اللاعبة أثناء مشاركتها في بطولة دولية العام الماضي، دفعتها للجوء إلى ألمانيا والمشاركة في منتخب المنفيين.

20 لاعبا إيرانيا في الفريق الدولي

كيميا علي زاده ليست الرياضية الإيرانية الوحيدة المشاركة في هذه الأولمبياد خارج المنتخب الوطني الرسمي، إذ هناك 28 رياضيا إيرانيا آخر يلعبون باسم منتخب اللاجئين والمنفيين الدوليين، إضافة إلى لاعبين إيرانيين آخرين مشاركين في منتخبات دول أخرى بعدما حصلوا على جنسيتها.

وسيكون هؤلاء إلى جانب 66 لاعبا رياضيا إيرانيا مشاركا في الأولمبياد، مما يجعل إيران الدولة الأكبر من حيث نسبة اللاعبين المنفيين إلى اللاعبين المشاركين باسم البلد.

وكانت قضية كيميا علي زاده قد شغلت الأوساط الرياضية الدولية خلال العام الماضي، حيث رفضت إجبار السلطات الإيرانية لها على انتهاج زي وسلوك اجتماعي أثناء مشاركتها، وتم تهديدها بالطرد من المنتخب الوطني.

لجوء إلى ألمانيا

وكتبت اللاعبة على صفحاتها بوسائل التواصل الاجتماعي بعد أن حصلت على حق اللجوء في ألمانيا: “أنا واحدة من ملايين النساء المضطهدات في إيران اللواتي عُذبن لسنوات. لقد أخذوني إلى مكان يرغبون فيه أن أرتدي كل ما طلبوا مني أن أرتديه، وأن أقول كل شيء قالوا إن عليّ قوله”.

وتابعت: “لم أكن مهمة لهم. لا أحد منا يهمهم. نحن مجرد أدوات. إنهم يهتمون فقط بالميداليات التي يستغلونها لأهدافهم السياسية”.

حدث ذلك رغم أن اللاعبة كانت قد فازت بميدالية برونزية في وزن 57 كغم في التايكواندو بأولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016، وكان عمرها آنذاك 18 عاما فحسب، وتحولت إلى أيقونة رياضية في إيران.

تدخل سياسي

كذلك فإن لاعب الجودو الإيراني سعيد مولاي، يشارك ضمن المنتخب الوطني لجمهورية منغوليا، بعدما غادر إيران أواخر عام 2019 على خلفية حادثته الشهيرة خلال بطولة باريس للسلام مطلع العام ذاته.

وكانت السلطات الإيرانية قد أجبرت مولاي على الخسارة أمام منافس كازاخستاني، حتى لا يصل إلى مستوى أعلى ويقابل اللاعب الإسرائيلي ساغي موكي، وخرج مولاي من المباراة وهو يبكي وما لبث أن فر من إيران بعد شهور قليلة واحترف في جمهورية منغوليا، ويلعب راهنا ضمن منتخبها الوطني.

الصحفي الرياضي الإيراني مردان يوسفاي شرح في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”، الآليات والتحضيرات التي تتبعها السلطات الإيرانية قبل الشروع في أي منافسة رياضية دولية.

تدقيق شديد

وقال: “يلاحظ دائما أن أعداد المشاركين الإيرانيين في المنافسات الدولية صغير للغاية، حيث يشارك مثلا 66 لاعبا إيرانيا فقط في هذه الأولمبياد، وهو عدد أصغر بكثير من المفترض لدولة بتعداد 80 مليونا مثل إيران. يحدث ذلك لحرص المؤسسات الحاكمة على أن يكون جميع المشاركين الرياضيين مضمونين تماما سياسيا وسلوكيا”.

ويتابع يوسفاي: “ثمة دراسات أمنية مسبقة عن جميع المشاركين بما في ذلك الإداريين. تتوسع تلك الدراسة لتطال عائلاتهم وعلاقاتهم الاجتماعية، خاصة الإيرانيين المقيمين في الخارج. والمسألة الفاصلة في الأمر هو بقاء أفراد عائلاتهم المقربة داخل إيران، فهذا الأمر أكبر ضمانة للسلطات الأمنية حتى لا يجنح اللاعبون الإيرانيون ويتمردوا على سلطات بلدهم”.

اللاعبون الإيرانيون المشاركون ضمن هذه المنافسات يعانون بدورهم إشكاليات تعترضهم، إذ أعلنت اللجنة الأولمبية إيقاف بطل العالم للكاراتيه بهمن أصغري بسبب تعاطيه للمنشطات، كذلك أعلنت رافعة الأثقال الإيرانية باريسا جاهانفكريان امتناعها عن المشاركة في المنافسات لما قالت إنها أسباب صحية، من دون أن تذكر تفاصيل.

وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية ضجت خلال اليومين الماضيين بأخبار منتخب اللاجئين والمنفيين الإيرانيين المشاركين في الأولمبياد، مقارنين إياهم بأعضاء المنتخب الرسمي الإيراني، ومذكرين بأن المواجهة بين الطرفين إنما هي بين “إيران السلطة” و”المتمردين عليها”.

اترك تعليقاً